الاحتقان في الأراضي الفلسطينية يقترب

الاحتقان في الأراضي الفلسطينية يقترب من حالة الغليان بفعل نيران الكراهية والاحتلال

  • الاحتقان في الأراضي الفلسطينية يقترب من حالة الغليان بفعل نيران الكراهية والاحتلال

اخرى قبل 10 شهر

ا لاحتقان في الأراضي الفلسطينية يقترب من حالة الغليان بفعل نيران الكراهيةوالاحتلال

وديع عواودة

الناصرة ـ  رغم انتقادات الرئيس الأمريكي لحكومة الاحتلال الأكثر تطرفا، تبقى معادلة الأفعال مقابل الأقوال قطرة في بحر، ويكتشف الفلسطينيون من جديد أنهم يقفون لوحدهم أمامه كما صرخ شاعرهم بعد اجتياح بيروت عام 1952 «يا وحدنا». وقتها نطق محمود درويش بلسانهم ومن وقتها زادت انتهاكات الاحتلال وزادت عزلتهم على المستوى الرسمي بالأساس. في الهواء الكثير من الكلمات وكذلك على الأرض الكثير من الانتهاكات، غير أن الأجواء مشبعة بالتوتر والاحتقان في ظل تصعيد التهويد والسلب والنهب ومحاولات كسر روح الفلسطينيين وكيّ وعيهم بالحديد والنار وسدّ الأفق السياسي بالكامل ما دفع رئيسهم محمود عباس للاستنتاج بعد عقدين ونيف من المفاوضات «رضينا بالبين والبين ما رضي فينا». تنازل الفلسطينيون في أحلامهم لحدود الدولة المشروطة في مساحة تقل قليلا عن الأرض المحتلة عام 1967 لكن إسرائيل تطمع بالمزيد وهناك وزراء فيها يدفعون لحسم الصراع معهم بدلا من إدارته (لا تسويته). على خلفية ذلك يتساءل فلسطينيون عن دلالة وتوقيت زيارة الرئيس عباس لمخيم جنين حاملا الأمل الفلسطيني بالتمسك بالرواية واستعادة الروح النضالية، هل هي زيارة تحمل وصية في طياتها وثناياها أم أنها محاولة لرفع مكانة السلطة الفلسطينية وانتشال شعبيتها، أم هي تمهيد لمحاولة استعادة الحوكمة والقرار في شمال الضفة الغربية تماشيا مع مطالب غير فلسطينية؟ بين هذا وذاك تتواصل الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية في الليل والنهار وضمن حملة «كاسر الأمواج» وغيرها. وقد واصل جنود الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون، يوم الجمعة، الأخير عدوانهم على شعب فلسطين ومقدساته وممتلكاته، حيث أصيب عدة مواطنين بالأعيرة النارية والاختناق خلال مواجهات وقمع فعاليات واقتحامات، واعتقل الاحتلال 12 مواطناً بينهم أسير محرر، فيما رفع مستوطنون علم دولة الاحتلال على تلة شمال غرب رام الله، وحاول آخرون اقتحام منطقة أثرية غرب سلفيت.

سبسطية وكفر قدوم وكوبر

أصيب ستة مواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، بعد اعتداء جيش الاحتلال الإسرائيلي على المشاركين في مسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان، شرق قلقيلية وأصيب شاب بالرصاص الحي «التوتو» في قدمه، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال، في بلدة كوبر، شمال رام الله.
وأفاد الناطق الإعلامي في إقليم قلقيلية مراد شتيوي، بأن جنود الاحتلال اقتحموا البلدة، وأطلقوا الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط بكثافة صوب المواطنين ومنازلهم، ما أدى لإصابة 6 منهم، عولجوا ميدانيا.
وانطلقت المسيرة بمشاركة مئات المواطنين، بعد أداء الصلاة، من أمام مسجد عمر بن الخطاب، تنديدا باستمرار اعتداءات الاحتلال والمستوطنين على أبناء شعبنا، ردد خلالها المشاركون الشعارات الوطنية والداعية لتصعيد المقاومة الشعبية.
وأصيب مواطن بقنبلة صوت في قدمه، والعشرات بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، جراء قمع قوات الاحتلال مسيرة ضد الاستيطان، في قرية أم صفا، شمال غرب رام الله وأصيب 20 مواطنا بينهم مسنة، بالاختناق، في أعقاب إطلاق قوات الاحتلال الغاز السام المسيل للدموع صوب المواطنين ومنازلهم، لدى اقتحام بلدة سبسطية شمال غرب نابلس. وقمعت قوات الاحتلال الوقفة الأسبوعية في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، ضد مخططات التهجير القسري، واعتدت على المشاركين فيها بالضرب واعتقلت أربعة منهم. في هذا السياق، منعت قوات الاحتلال المواطنين من إقامة صلاة الجمعة، فوق أراضيهم المهددة بالاستيلاء عليها، في بلدة دير استيا، غرب سلفيت.

أم صفا

وتمكن أهالي قرية أم صفا، شمال غرب رام الله، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، والعديد من نشطاء المقاومة الشعبية، الجمعة، من إزالة البؤرة الاستيطانية التي أقامها مستوطنون على أراضي القرية قبل أسبوعين. وذكرت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، في بيان، أن فعاليات شعبية وجماهيرية بدأت على الأراضي منذ اللحظة الأولى التي أقام فيها المستوطنون البؤرة، وارتقى إثرها الشاب عبد الجواد صالح يوم الجمعة الماضي، بعد أن أطلق جندي إسرائيلي الرصاص المباشر عليه خلال المواجهات التي اندلعت على أراضي القرية. وقال رئيس الهيئة مؤيد شعبان إن النجاح بإزالة البؤرة من على أراضي أم صفا، هو استمرار لنهج المقاومة الشعبية في محاربة كل أشكال الاستيلاء على الأرض الفلسطينية، وعلى رأسها البؤر التي أقامها المستوطنون، مضيفا أن ذلك يؤكد أهمية خيار المقاومة الشعبية، وضرورة التفاف كافة الشرائح المجتمعية حولها، من أجل حماية الأرض الفلسطينية، والالتفاف حول المقدرات الوطنية الفلسطينية. وأشار شعبان إلى أن العام الجاري شهد عدة محاولات لإنشاء العديد من البؤر الاستيطانية، الأمر الذي يدلل على أن الأرض الفلسطينية تقع في دائرة استهداف المستوطنين الذين يتمتعون بحماية وصلاحيات المؤسسة الرسمية الاحتلالية. يشار أن نشطاء المقاومة الشعبية، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، تمكنوا في اليومين الماضيين من إزالة البؤرة المتموضعة على أراضي بلدة كوبر في محافظة رام الله والبيرة، بعد مواجهات عنيفة جرت مع المستوطنين المتواجدين في المنطقة، ما أدى لانسحابهم من أراضي البلدة أيضا.
وكان مواطن أصيب بقنبلة صوت، والعشرات بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة ضد الاستيطان، في القرية، أطلقت خلالها قنابل الصوت والغاز السام، تجاه المواطنين ما أدى لإصابة مواطن بقنبلة صوت في قدمه، والعشرات بالاختناق.

في الخليل

وفي الخليل اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، المواطنين أحمد سلمان أبو سندس، وثائر جهاد أبو سندس من بلدة دورا، جنوب الخليل، والمواطن عادل شاكر اشنيور من الظاهرية، والمواطن ديار كامل أبو هشهش، من مخيم الفوار، وعاصم بدر من مدينة الخليل. كما اعتقل الاحتلال، المواطن خالد حمدان حلايقة، من بلدة الشيوخ، شمال شرق الخليل، عند حاجز عسكري في بيت لحم. واعتقلت قوات الاحتلال أربعة مواطنين، خلال قمع الوقفة الأسبوعية في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، ضد مخططات التهجير القسري، عرف منهم: الناشط المقدسي محمد أبو الحمص، والشاب ثائر القواسمي. واعتقلت قوات الاحتلال، الشاب خالد طلال سرور، عقب مداهمة منزله في بلدة نعلين، غرب رام الله علما أن سرور أفرج عنه قبل شهر ونصف من سجون الاحتلال، بعد اعتقال دام عامين مثلما اعتقلت قوات الاحتلال، الشاب سامح خالد بني عودة، من بلدة طمون جنوب طوباس، بعد استدعائه لمقابلة المخابرات. وعلى حاجز عسكري على مدخل مدينة أريحا الجنوبي، أوقفت قوات الاحتلال مركبات المواطنين ودققت في بطاقاتهم الشخصية، واحتجزت أربعة منهم، داخل مركبتهم ومنعتهم من المرور.
مستوطنون يحاولون اقتحام منطقة أثرية
وفي التزامن رفع عدد من المستوطنين علم دولة الاحتلال الإسرائيلي على تلة في منطقة الباطن جنوب بلدة كوبر، شمال غرب رام الله، قبل أن ينسحبوا من المكان. وحاول مستوطنون اقتحام منطقة بئر أبو عمار الأثرية في بلدة قراوة بني حسان، غرب سلفيت. وذكر رئيس بلدية قراوة بني حسان إبراهيم عاصي، أن المستوطنين حاولوا اقتحام المنطقة بحماية جنود الاحتلال الذين أطلقوا قنابل الصوت والرصاص الحي صوب الشبان الذين تصدوا لاقتحام المستوطنين.
ويبدو أن الأوضاع في الضفة الغربية نتيجة عدة عوامل مرشحة للانفجار والمزيد من التعقيد والصراع يتجه لمرحلة جديدة يشهد فيها تديينا له وتشابكا بين البحر والنهر ينذر بنشوء حالة احتراب على غرار حالة الاحتراب في منطقة البلقان شرق أوروبا نظرا لسيطرة قوى اليمين والمستوطنين على قرار الحكم داخل دولة الاحتلال وهم مدفوعون بالكثير من الكراهية والأطماع والأفكار الدينية الغيبية.

«القدس العربي»:

التعليقات على خبر: الاحتقان في الأراضي الفلسطينية يقترب من حالة الغليان بفعل نيران الكراهية والاحتلال

حمل التطبيق الأن